قام المسبار الشّمسيّ (باركر) التّابع لوكالة ناسا بالاقتراب من الشّمس للمرّة الخامسة عشر على التّوالي...!
احتفلت المركبة الفضائيّة (Parker Solar Probe) التّابعة لناسا بملامستها الشّمس في 17 آذار، ففي حين يستمتع النّاس في جميع أنحاء الأرض بشرب الماء الباردة، فإنّ المركبة الفضائيّة ستواجه درجاتٍ شديدة الحرارة تصل إلى 2500 درجة فهرنهايت (1400 درجة مئوية) عندما تقترب من الشّمس أو الحضيض الشّمسيّ.
وتصل المركبة الفضائيّة إلى نحو 8.5 مليون كيلومتر من سطح الشّمس، هذه المسافة الأقرب من بعد كوكب عطاردعن الشّمس، إذ سيدور (باركر) حول الكوكب على بعدٍ أطول بـ 6 مرّات؛ أي ما يقارب 54 مليون كيلومتر من الشّمس.
ما يعني أنّه سيقترب من الغلاف الجوّيّ الخارجيّ للشّمس المعروف باسم (الإكليل الشّمسي)ّ.
ومن المعروف فلكيًّا صعوبة دراسة الإكليل من الأرض؛ لأنّ الضّوء الّذي ينتجه يتلاشى، ولا يكون مرئيًّا إلّا عندما يغطّي القمر سطح الشّمس أثناء الكسوف، حيث يظهر في هذه الأوقات الإكليل على شكل حلقةٍ متوهّجةٍ من الضّوء الأبيض.
فلحلّ هذا اللّغز الشّمسيّ، يجب أن يلمس مسبار (باركر) الشّمسيّ الهالة، ويتسابق عن طريق هذه البلازما الغامضة والهشّة بسرعاتٍ تصل إلى 587000 كيلومتر في السّاعة!!
هذا ما يجعل المركبة الفضائيّة أسرع جسمٍ تصنعه البشريّة، إذ إنّها قادرةٌ على الطّيران أسرع من السّرعة القصوى لطائرة (لوكهيد مارتن f -16) بنحو 250 مرّةً.
المركبة الفضائيّة مزوّدةٌ بدرعٍ مركّبٍ من الكربون بسمك 11.4 سم، يحافظ على حمولتها العلميّة بدرجةٍ تساوي درجة حرارة الغرفة حتّى في الحضيض الشّمسيّ.
أخيرًا فإنّه في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام، سيتجاوز (باركر) كوكب الزّهرة ويعدّل مساره بهدف تقريبه أكثر من الشّمس، وتتضمّن مهمّة المسبار المخطّطُ لها 24 اقترابًا قريبًا من الشّمس قبل أن تنتهي في عام 2025، وستقترب في النّهاية من معدّل بعدٍ يقارب 6.1 مليون كيلومتر من الغلاف الضّوئيّ!
هذا أقرب بعدٍ وصلت إليه من أيّ مركبةٍ فضائيّةٍ أخرى وصلت إلى نجمنا؛ وهو فقط عُشر المسافة بين نجمنا والكوكب الأعمق في المجرّة -عطارد-.
إعداد: عمر جبري
تدقيق لغوي: رنا النسمة
المصدر:
https://www.space.com/parker-solar-probe-sun-flyby...
SAA @ 2024 by Syrian Monster - Web Service Provider | All Rights Reserved