إنّ قياس المسافات في الفضاء أمرٌ صعبٌ، إذ ليس من السّهل تحديد نسبة قرب أو بعد المجرّة السّاطعة التي نراقبها، أو معرفة إذا كانت كبيرةً ومشرقةً ماديّاً أم لا، ولذا عمل علماء الفلك على تطوير تقنيّات الرّصد للتّعامل مع هذه المشكلة.
وعلى الرغم من أنّ هذه التّقنيّات تعطي نتائجَ موثوقةً في الكون المحلّيّ، إلّا أنّها تصبح أقلّ دقّةً عند رصد المجرّات البعيدة جدّاً، مثل تلك الّتي يستهدفها جيمس ويب.
فهو يملك مرآةً أكبر بكثيرٍ من مرآة تلسكوب هابل الفضائيّ، ما يسمح له برؤية المجرّات الأبعد والعصور السّابقة بفضل الانزياح الأحمر الكونيّ، إذ تظهر الصّورة المرفقة محاكاةً لمجال جيمس ويب العميق.
فوفقاً للإعلانات الأخيرة، تبدو المجرّات في الكون المبكّر أكثر نضجاً وتطوّراً ممّا كان متوقّعاً، لكنّ هذا قد يكون نتيجةً لتقديراتنا المبالغ فيها في مسافات تلك المجرّات، وفقًا للبحث الجديد.
فبدلاً من قياس المسافات مباشرةً، يحاول علماء الفلك تحديد انزياح الأحمر للمجرّات البعيدة، فالانزياح الأحمر يشير إلى تغيّر طيف ضوء المجرّة، بسبب توسّع الكون وحركة المجرة بعيداً عنّا، ولكن لتحويل الانزياح الأحمر إلى مسافةٍ، يجب أن يفترض العلماء أنموذجاً لتوسّع الكون، يتمّ عن طريقه تقديم الانزياح الأحمر بدلاً من المسافة كمؤشّرٍ رئيسيٍّ.
وقد تمكّن جيمس ويب من اكتشاف المجرّات ذات الانزياح الأحمر من 9 إلى 14، وهي تعد من أبعد المجرّات الّتي عثر عليها تطفو في الكون البعيد على الإطلاق.
ترجمة: شام الحمصي الطّويل.
تدقيق لغويّ: رنا النّسمه.
SAA @ 2024 by Syrian Monster - Web Service Provider | All Rights Reserved